ان بناء المجتمع الحديث يتطلب منا الأهتمام بالبناء المعرفي للمجتمع والذي يعد التعليم من اهم ركائزه الأساسية، ولذا من الضروري ان نكرس الجهود والطاقات اللازمة لتحقيق طفرة نوعية في التعليم،ولا يقتصر العمل من اجل تحقيقها على جهد المؤسسة الحكومية، بل تقوم على اسس من اللامركزية والشراكة المجتمعية المتزايدة، والتي تتيح الأستفادة العظمى من امكاناتنا الذاتية والتنوع في موارد التعليم وتنمية اقتصادياته ولابد ان يواكب ذلك تنمية بيئية
لتوظف تكنولوجيا المعلومات للارتقاء بالتعليم ، في ظل مجتمع معرفي قادر على توظيف العلوم والمعارف والتكنولوجيا الحديثة لخدمة التنمية الشاملة وقضاياها وعلى التطوير المستمر لأدوات قياس اداء الطالب وجودة اداء المنظومة التعليمية كاملة ومن خلال نظام للاعتماد.
يجمع التخاطب الاجتماعي العالمي المعاصر على ان التعليم الجامعي سيكون ميدان تنافسي بين القوى العالمية، وخصوصا في عالم يزداد فيه الاعتماد المتبادل والترابط بشكل متزايد ،ومع ذلك تتعرض النظم التعليمية للنقد دوما ، حيث تبدو هذه العملية النقدية ظاهرة يشترك فيها الخبراء من اصحاب الرؤى المختلفة ، حيث يرى البعض انه يجب ان يتبنى المجتمع النامي مشروع اصلاحي ، الهدف منه الاخذ بيد التعليم العالي في الدول النامية بحيث يمكن تعديل انحرافاته وجعله يسير بخطى متوازية نحو التقدم العلمي للدول ذات الترتيب الاول في العالم.
تعد الجامعات مؤسسات علمية وتربوية رئيسة، تسعي إلي تحقيق العديد من الأهداف في الجانب الأكاديمي، والبحثي، وتنمية المجتمع؛الأمر الذي أكسبها أهمية في مجال التقدم العلمي والتكنولوجي والخدماتي من خلال ما تقدمه من أبحاث علمية وتربوية في كافة المجالات بما يعود بالفائدة علي الطلبة الخريجين والمجتمع ، مما جعلها تتعرض إلي المزيد من الضغوط لأجل زيادة قدرتها علي التكيف والتطوير بما يتلاءم والسرعة الكبيرة والنمو المتسارع في المعرفة والتكنولوجيا .
ونظرا لإتباع سياسات الباب المفتوح في التعليم العالي في العديد من الدول والذي يعتمد علي التوسع الكمي دون الاهتمام الكبير في التوسع الكيفي والنوعي كان لابد من إجراء عمليات مراجعة لأداء الجامعات والمؤسسات التعليمية ووضع مقاييس نوعية وكمية لأجل تقويم تلك المؤسسات والتأكد من شروط التعليم والتعلم فيها .
إن مؤشرات أداء المؤسسات تنظر إليها المؤسسة الحديثة كإستراتيجية لتحقيق ا لأهداف والنتائج ،ومؤشر قوي للنجاح أو الإخفاق التنظيمي ، لهذا تعتبر بمثابة الترمومتر الطبي للمنشأة من حيث قياس ( الحرارة والضغط وبقية الأمراض الأخرى أو التشخيصات الأخرى ) لصحة المنظمات الحديثة ونجاحها في أداء مهامها على الوجه المطلوب .
يعتبر تحديد مؤشرات الأداء تحديد لمؤشرات الجودة ويعتبر من أهم عمليات قياس الأداء، سواء قياس الإنتاجية أو قياس الخدمات،ومن دونها يصبح نظام الجودة جامداً دون أي تحسينات.
إن هذه المقاييس النوعية والكمية وما وضع لها من مؤشرات ستكون عوناً للمؤسسة التعليمية لحصر البيانات والمعلومات ذات العلاقة بأداء المؤسسة والتي من خلالها يمكن للقائمين على شؤونها معرفة جوانب القوة لتعزيزها ومواقع الضعف لمعالجتها،وبالتالي الحكم على مدى نجاعة أداء المؤسسة ذاتها وتجويد أدائها آخذة بالاعتبار تطور هذا الأداء عبر مراحل عملها زمنياً، ومن ثم مقارنة ذلك مع المؤسسات المماثلة عربياً وعالمياً.
تتكون البيئة الجامعية من جوانب متعددة، وتؤثر في الاداء الجامعي عوامل كثيرة ناهيك عن التفاعل بين هذه العوامل. وان بناء ادوات تقويمية لكل من هذه العوامل، مع الأخذ بالاعتبار إن كل عامل يتكون من مجموعة من المكونات التي تحتوي بدورها على أدوات خاصة بها، عملية شاقة تستلزم الكثير من الوقت والجهد والمال.
ونظرا لأهمية جامعة النجاح بين الجامعات في الوطن العربي حققت جامعة النجاح الوطنية انجازا آخر يضاف إلى سجل انجازاتها المتكررة حيث أن الجامعة تحتل المرتبة الأولى على مستوى فلسطين والعاشرة على مستوى الوطن العربي وال1616 على مستوى العالم من حيث الجامعات ,ولأهمية الانجاز المذكور كان لا بد من تطوير مؤشرات أداء للجامعة للحفاظ على هذه المكانة والارتقاء بها,لذلك قمنا نحن فريق البحث بدراسة العناصر الني تؤثر في عملية التقويم الجامعي ,وتوصلنا إلى إن هذه العناصر هي :
1. الطلبة
2. الهيئات التدريسية
3. الخدمات الطلابية
4. نسب النجاح
5. الخريجون
6. المرافق التعليمية
7. البحث العلمي