تأسس تخصص هندسة التخطيط العمراني بجامعة النجاح الوطنية في العام الأكاديمي 2011/2012 ويعتبر ‏التخصص الأول والوحيد في الجامعات الفلسطينية.

يعرف التخطيط العمراني بأنه أداة ووسيلة لتحقيق المصلحة العامة، لكافة قطاعات وفئات المجتمع، من ‏خلالوضع تصورات ‏ورؤى لأوضاع مستقبلية مرغوبة ومفضلة، تتعلق بتنظيم العمران (الحضري ‏والريفي) وتوزيع الأنشطة والاستعمالات المختلفة ‏للأراضي في المكان الملائم وفي الوقت المناسب، وبما ‏يحقق التنمية المستدامة، وأيضاً التوازن بين الرؤى الإستراتيجية ‏والطموحات والرغبات، وبين محددات ‏الموارد والإمكانات الواقعية، وذلك في إطار تشريعي واضح وملزم، ومن خلال عمليات ‏وإجراءات ‏محددة، وبتـنسيق وضمان مشاركة مجتمعية فاعلة.‏

الهندسة بشكل عام هي علم إنساني في جوهره يوفر بيئة صالحة للفرد ليحيا داخل محيط محدد يفي ‏باحتياجاته وهذا المحيط قد ‏يكون غرفة أو عمارة أو فيلا أو قصر أو حي أو مدينة إلى آخره ويعتمد اعتمادا ‏كاملا في أساسه على نسب الإنسان ومحيط ‏حركته وتوجهاتها ومتطلباته هذا ما يصنعه المهندس ‏المعماري عند تصميمه لوحدة سكنية.‏‎

وهو نفس ما يصنعه المخطط عند ‏تصميمه لبيئة عمرانية (حي - ‏قرية - مدينة وغيرها) ولكن على مستوى أعلى وبنسبة أكبر من الدراسات المتعلقة بالجوانب ‏الإنسانية ‏والاجتماعية والاقتصادية، حيث يتم التعامل مع مجموعة أكبر من البشر تتداخل وتتنوع متطلباتهم ‏واحتياجاتهم.‏

وقد جاءت مبادرة جامعة النجاح الوطنية بتأسيس هذا التخصص وتأتي مبادرة الجامعة لتأسيس هذا التخصص الجديد ‏بعد دراسة شاملة للواقع الفلسطيني خصوصاً في ظل الوضع الحاضر ومرحلة بناء الدولة والمؤسسات وما ‏تشهده المدن والتجمعات السكانية الفلسطينية من تطور عمراني سريع، إضافة إلى التغيرات والتطورات ‏التي استحدثت مؤخراً من قبل السلطة الفلسطينية ممثلة بوزارة الحكم المحلي والوزارات الأخرى ذات ‏العلاقة على صعيد تبني نهج التخطيط التنموي والإستراتيجي والتخطيط العمراني المشترك وإحياء ‏المراكز التاريخية للتجمعات السكانية، وكذلك التوجه نحو تعزيز اللامركزية في التخطيط وتقوية دور ‏الهيئات المحلية، إلى جانب تعزيز دور القطاع الخاص في التخطيط العمراني.

الهدف العام لتخصص هندسة التخطيط العمراني هو تطوير معرفة الطلبة وخبراتهم في مجال التخطيط ‏العمراني لكي يكونوا قادرين على تحسين نوعية البيئة العمرانية (الحضرية والريفية) المبنية، بما يسهم ‏في تغطية الحاجة الماسة للمخططين داخل فلسطين وخارجها.‏

ويمكن لخريجي التخصص العمل في مجالات مختلفة داخل وخارج فلسطين، أهمها الهيئات المحلية ‏‏(البلديات، المجالس القروية) ومجالس الخدمات المشتركة، الوزارات المعنية (مثل الحكم المحلي، ‏التخطيط، الأشغال العامة والإسكان، السياحة والآثار، النقل والمواصلات، وغيرها)، المؤسسات الرسمية ‏‏(مثل المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والاعمار، صندوق تطوير وإقراض البلديات، الجهاز ‏المركزي للإحصاء الفلسطيني، سلطة الأراضي، سلطة جودة البيئة، هيئة المدن الصناعية)، المؤسسات ‏غير الرسمية (مثل مجلس الإسكان الفلسطيني، مراكز البحوث والدراسات، مجموعة عمار العقارية، ‏‏....)، المكاتب الهندسية والشركات الاستشارية، المنظمات والمؤسسات الدولية (‏World Bank، ‏UNDP، ‏GIZ، ‏USAID، ‏UNRWA، ‏UNHABITAT، وغيرها).‏

وفي الختام يمكن القول بأن خريجي تخصص هندسة التخطيط العمراني سيكون لهم دور كبير في الإرتقاء ‏بالبيئة العمرانية الفلسطينية، وسوف يسهموا في الحد من العشوائية وسوء التخطيط وتحسين الظروف ‏الحياتية للسكان وتطوير المجتمع الفلسطيني ليكون بمصاف المجتمعات الراقية.